نوف ناصرأبو شارب (كبسولة الأمان)
يتصور البعض ان الرجوع إلى النفس والإنسجام معها ومسامرة الذات ضربا بالنكد والكابه عرض الحائط ، هؤلاء غيرمتصالحين مع أنفسهم إلى درجة الانفراد بها وتخليص مايثقل كاهلها من هموم ومنغصات .
عندما أقول كبسولة الأمان هو مايعني عندما تخلق لنفسك غلاف خارجي بعازل مرن يتصدى لكل ماهو خارج من ضجيج و فوضى ، من نقد ومايجوب معه من سخرية أو إهانات أو أشخاص سلبيين أو بيئة غير محفزة .
كبسولتك هو ملاذك الأمن ، إنسحاب ذكي تكتيكي ،يتم عن الإكتفاء بمعناه الجوهري ، وفي هذه الحالة العقل لا يستمع إلا لكلام نبض القلب الجاد ، الذي يشق حياته بكل ثقة دون الإلتفات للوراء، وما أكثر الضحكات التي تكون في الخلف،والمعيار في ذلك حتماً هو كبسولتك التي تعيش فيها الذي قد تكون كفيلة بتهيئة أرضية خصبة للصلابة النفسية وخاصةإذا ما تعثرت الأقدار أحيانا وأفرزت بعض الصراعات التي قد تواجه الفرد الذي أعتاد عليها من الأخرين .
عندما تكون في كبسولتك هذا يعني أنك تتصدى لكل ضربات النزاع بالخارج ، مهما تلاطمت الأمواج وأشتدت الأحداث منحولك وأخذت منحى ساخن ، فانت تنظر لها من ثقب كبسولتك تتنفس هوانك النقي الخالى من السموم ، تتنفس بحرية ،تداعبك نفحات السلام والاستقرار الذاتي . نعم هذا أنا عندما أكون في كبسولتي فانا شخص مدرع ، لاتؤثر على حرائق عالمي بالخارج ، ولن تزعجني ، ولن أتكبل عناءمجاراتها ، التعبير يختزل الكثير من فلسفة الكبسولة، هو ليس هروباً من المسؤولية . ومكابدة الناس، أو تبلد مشاعر ، هوحالة يمكن أن تصفها بعبارة دارجة جدأ وهي ( كبر راسك ) .
(كبر راسك) عندما تجد نفسك قريباً من وحل مثيرات الغضب، أضمن لك إذا ابتعدت عن ذلك الوحل باللجوء لكبسولتك الأمنة لن تغضب ولن تعير ماحولك بأي إهتمام .
( كبر راسك )عندما تجد نفسك في بيئة عمل سلبية فعليك تجاهلهم تماما واعتبار أنهم غير موجودين حين يبدؤون حديثهم السمام ، باللجوء إلى كبسولتك الأمنة وحاول أن تثبت ولا تقلل ثقتك بنفسك مهما حصل .
(كبر راسك) عندما تجد نفسك لاتجد مبتغاك ولا يتحقق لك شي على الصّعيد المهني أو الشخصي باللجوء لكبسولتك الأمنة ، ستجد أن مشاعرك السلبية قد بدات بالتراجع شيئًا فشينًا لتحل محلها مشاعر التفاول والارتياح والسلام الداخلي .
(كبر راسك) عندما تجد رغباتك جميعها عكس التيار فلا شيء يدوم والحال من المحال ، واستخدم كبسولتك الآمنة لخلق السلام الداخلي ، فلن يتمكن الناس من توفيره لك. لا يمكن للزوج أن يوفره ولا يمكن للأطفال ان يوفروه. يجب أن توفرهانت لنفسك .
ومن أجمل ماقيل بهذا الصدد : ابن تيمية: ماذا يفعل أعدائي بي؟ .. جنتي وبستاني في صدري حبسي خلوة ونفيي سياحة وقتلي شهادة